مشروبات الطاقة: أضرارها على صحة الجسم و 6 بدائل صحية

مشروبات الطاقة هي مشروبات يتم الترويج لها كمعززات للطاقة. يتم التسويق لهذه المشروبات بشكل مكثف بزعم أنها تعطي دفعة من الطاقة لتحسين الأداء البدني وتعزيز اليقظة العقلية.

لكن كما يقولون ليس كل ما يلمع ذهبًا. وعلى الرغم من شعبيتها، فإن الدراسات حول هذه الفوائد التي تدعيها الشركات المنتجة لمثل هذه المشروبات الغنية بالكافيين والسكر محدودة. بل في الواقع، قد يؤدي استهلاك مشروبات الطاقة إلى العديد من الآثار الصحية الضارة.

شعبية مشروبات الطاقة:

لقد تزايد استهلاك مشروبات الطاقة بشكل كبير في العقدين الماضيين، وخاصة بين المراهقين والشباب. ويرتفع معدل الاستهلاك بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، ويتناولها نحو ثلث المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا بانتظام.

تتوفر مشروبات الطاقه على نطاق واسع في محلات البقالة والسلع الغذائية. وقد تزايدت مبيعات هذه المشروبات في الولايات المتحدة بنسبة 73% بين عامي 2018 و 2023. حيث تهيمن علامات تجارية بعينها على سوق مشروبات الطاقه. فقد حققت إحدى هذه العلامات وحدها مبيعات تجاوزت 7 مليارات دولار في عام 2023.

ماذا تحتوي مشروبات الطاقة؟

عند تناول مشروبات الطاقه يجب الانتباه إلى بعض المكونات التي قد تؤثر على الصحة، وتشمل هذه المكونات:

الكافيين(Caffeine). وهو المنشط الأساسي في مشروبات الطاقة. تختلف كمية الكافيين في مشروب الطاقة على نطاق واسع، فيمكن أن تحتوي العبوة الواحدة ال50 مل على ما بين 50 إلى 500 ملليجرام من الكافيين. وينصح الخبراء بألا يتناول الأشخاص البالغون الأصحاء أكثر من 400 ملليجرام من الكافيين يوميًا من جميع المصادر. عند تناول الكافيين بكميات معتدلة، يمكنه أن يعزز من اليقظة العقلية ويمنح الشخص دفعة من الطاقة. ومع ذلك فإن الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يسبب أعراض جانبية على المدى القصير مثل الصداع والأرق والعصبية وارتعاش العضلات وسرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والتبول المتكرر. لهذا السبب يجب الانتباه للمكونات المكتوبة على العبوة لتتبع كمية الكافيين التي يتناولها الشخص يوميًا.
سكر(Sugar): تحتوي أغلب مشروبات الطاقه على سكر مضاف بكمية تصل إلى 25 -28 جرامًا لكل عبوة. توصي جمعية القلب الأمريكية بألا تستهلك النساء أكثر من 25 جرامًا يوميًا من السكر المضاف، وألا يستهلك الرجال أكثر من 36 جرامًا يوميًا. فتناول كمية كبيرة من السكر المضاف يوميًا قد يسهم في الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسمنة والعديد من المشاكل الصحية المزمنة الأخرى.
توراين(Taurine): وهو عند إضافته مع الكافيين قد يؤدي إلى زيادة تحفيز التأثيرات المنشطة، مما قد ينتج عنه زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.
غورانا(Guaran): يحتوي هذا المكون على كمية إضافية من الكافيين والتي قد لا يتم إدراجها بشكل منفصل، لذا فإن إجمالي محتوى الكافيين يزداد بوجود هذا المكون.
الجينسنغ(Ginseng): يعتبر هذا المكون منتجًا عشبيًا طبيًا شائعًا، ويعتبر آمنًا بشكل عام. ومع ذلك فإن الأبحاث حول السلامة والفاعلية محدودة.
فيتامين B: على الرغم من أن هذه الفيتامينات تلعب دورًا مهمًا في دعم وظائف الجسم، إلا أن مشروبات الطاقه غالبا ما تحتوي على كمية كبيرة منه. وقد يؤدي الإفراط في تناول هذه الفيتامينات إلى زيادة خطر التسمم. وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مرضية في الكبد أو الكلى.
المُحليات الاصطناعية(Artificial sweeteners): وهي قد تستخدم كبديل للسكر منخفض السعرات الحرارية. ويرتبط هذا النوع من المحليات بالعديد من المشاكل المتعلقة بالقلب.

أضرار مشروبات الطاقة:

إن تناول مشروبات الطاقه بشكل غير منتظم خاصة بالنسبة للأشخاص الأصحاء، قد لا يسبب ضررًا لهم. لكن عند تناولها بشكل منتظم فقد يسبب ذلك من زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية جسيمة. خاصةً إذا كان الشخص يعاني من مشكلة طبية قائمة.

من هذه الأضرار التي قد يسببها الإفراط في تناول مشروبات الطاقه:

تأثيره على ضغط الدم وصحة القلب: خلصت بعض الدراسات إلى أن تناول مشروبات الطاقة يرتبط بزيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وتضييق الأوعية الدموية. ويعتقد العلماء أن هذه التأثيرات ترجع إلى محتوى الكافيين في مشروبات الطاقة بكمية كبيرة. كما توجد تقارير عن اضطرابات في نظم القلب ونوبات قلبية ذات صلة بتناول هذه المشروبات بصورة مفرطة.
تأثير مشروبات الطاقه على الحالة العصبية والصحة النفسية: يصاب الشخص بأعراض تسمم الكافيين عند تناوله بجرعات تبلغ 200 ملليجرام أو أكثر. ونتيجة لارتفاع نسبة الكافيين في الدم في هذه الحالة، قد يعاني الشخص من الصداع والأرق والقلق والاكتئاب. كما ارتبط استهلاك الكافيين لدى المراهقين بسوء السلوك والميل إلى العنف. ووجد العلماء أن هناك رابط بين تناول المراهقين لمشروبات الطاقة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والحالات العصبية مثل نوبات الصرع والهلوسة والسكتة الدماغية. على الرغم من أن هذه الحالات غير شائعة إلا أن هناك تقارير عن مثل هذه الحالات خاصةً مع تناول كميات كبيرة من مشروبات الطاقة.
مشاكل الجهاز الهضمي: نتيجة للكميات الكبيرة للسكر في مشروبات الطاقه والتي قد يؤدي تناولها بصورة مفرطة إلى اضطراب في نشاط البكتيريا المعوية الصحية. مما ينتج عنه خلل في التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة في الأمعاء مما قد يسبب مشاكل محتملة مثل التهاب الأمعاء. كما وجد أن الجمع بين الكافيين والسكر المضاف في مشروبات الطاقه يرتبط بزيادة مقاومة الأنسولين. مما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم. لذا يجب الانتباه جيدًا عند تناوله خاصةً بالنسبة لمرضى السكري.
التأثير على الوزن: يكون السكر المضاف لمشروبات الطاقه في صورة جلوكوز أو سكروز أو شراب الذرة عالي الفركتوز. وبالتالي فإن تناوله بشكل يومي قد يؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالسمنة.
التأثير على الكلى: يؤدي وجود الكافيين في مشروبات الطاقة بكمية كبيرة إلى زيادة كمية البول التي تنتجها الكلى. لذا ينصح بعدم تناولها في الأجواء الحارة لتجنب جفاف الجسم.
تآكل الأسنان: توصلت الدراسات إلى وجود روابط قوية بين استهلاك مشروبات الطاقة وتآكل الأسنان (طبقة مينا الأسنان الخارجية). مما يتسبب في حساسية الأسنان( ألم الأسنان عند التعرض للأطعمة الساخنة أو الباردة أو الحمضية).

حالات خاصة يجب الانتباه لها:

خطورة تناول العديد من الطلبة الكثير من مشروبات الطاقه: على الرغم من أن المنشطات الموجودة في مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من اليقظة وتعزز الأداء البدني لدى الشباب، إلا أنها تشكل أيضًا مخاوف صحية خطيرة، بما في ذلك التأثيرات الضارة على القلب والدماغ. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال(AAP) الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا بتناول أقل من 100 ملليجرام من الكافيين يوميًا. والجدير بالذكر أن مشروبات الطاقة تحتوي على 100 إلى 200 ملليجرام في الجرعة الواحدة وهو ما يتجاوز الكمية اليومية الموصى بها.
مشروبات الطاقه للرياضيين: يتم تسويق مشروبات الطاقة كمكملات غذائية ذات فوائد صحية يمكنها تحسين الأداء الرياضي. وعلى الرغم من تأثير الكافيين والمنشطات الموجودة في مشروبات الطاقه في هذا التحسين إلا أنه لا زال هناك المخاطر التي يمكن أن تنتج عن تناوله بإفراط مثل مشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم واضطرابات النوم . كما يجب على الرياضيين الانتباه جيدًا لما تسببه هذه المشروبات من جفاف وفقدان الإلكتروليتات مثل الصوديوم في البول مما قد يؤثر على أداء القلب وقوة العضلات أثناء التمرين. كما يجب معرفة الفرق بين مشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية التي تحتوي على سوائل وإلكتروليتات لتعويض ما يتم فقده أثناء التدريب.
مخاطر مشروبات الطاقه على المرأة الحامل: ينصح الأطباء المرأة الحامل بتجنب تناول مشروبات الطاقة أثناء الحمل وذلك ليس فقط لاحتوائها على الكافيين والسكر بكميات كبيرة لكن أيضًا لوجود مكونات أخرى قد تشكل خطرًا كبيرًا على صحة المرأة الحامل والجنين كذلك.

ما هي البدائل الصحية لمشروبات الطاقة؟

إن الفائدة التي تنتج من تناول مشروب الطاقة تكون قصيرة الأمد وسريعًا ما تنتهي، بجانب المخاطر الكثيرة التي قد تنتج عنها. فيمكن الاتجاه لبدائل أخرى أكثر أمانًا لبدأ اليوم بنشاط وتحسين النشاط البدني والعقلي، ومنها ما يلي:

القهوة. تعد القهوة مصدرًا لمضادات الأكسدة كما يمكنها التقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض الكبد.
الشاي الأسود. أثبتت الدراسات أن شرب الشاي مفيد جدًا للصحة وخاصةً الشاي الأسود الذي يحتوي على نصف كمية الكافيين الموجودة في كوب من القهوة.
الشاي الأخضر. فهو يعد خيارا رائعًا بشكل عام. فهو يتميز بفوائد عديدة، مثل مكافحة السرطان وخطر الإصابة بأمراض القلب، وخفض ضغط الدم والكوليسترول. كما يساعد في إنقاص الوزن.
ماء جوز الهند. يعد تناول هذا المشروب طريقة مثالية لتعزيز طاقة الجسم بعد التمرين لما يحتويه من معادن ومضادات للأكسدة وإلكتروليتات.
مشروب الكومبوتشا. هو شاي أسود مخمر غني بالبروبيوتك الذي يمكن أن يساعد في عملية الهضم.
المشروبات الرياضية. وهي مشروبات تساعد على تعويض السوائل والإلكتروليتات المفقودة أثناء التمرين ولكن يجب تناولها باعتدال لما تحتويه من كمية كبيرة من السكر والسعرات الحرارية.

طرق طبيعية للبقاء نشيطًا:

تناول الماء بكمية كافية لتجنب الجفاف الذي يستهلك طاقة الجسم.
الحصول على قسط كافي من النوم الجيد والشعور بالراحة.
نظام غذائي متوازن غني بالبروتينات الخالية من الدهون، والفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة للحفاظ على مستوى السكر بالدم.
ممارسة الرياضة بشكل منتظم لتعزيز طاقة الجسم وتحسين الحالة المزاجية.