
زهرة البابونج: كنز الطبيعة لصحة الجسم والعقل وتحسين النوم
البابونج هو عشب ينتمي إلى عائلة نباتات الأقحوان (عباد الشمس)، ويزرع في جميع أنحاء العالم. ينتج هذا العشب زهرة تشبه زهرة الأقحوان ذات بتلات بيضاء صغيرة ومركز أصفر وساق رفيعة.
يستخدم كدواء تقليدي لآلاف السنين لتهدئة القلق وتهدئة المعدة. كان الناس في روما القديمة واليونان ومصر يستخدمون أزهار البابونج المجففة وزيوتها العطرية كعشب طبي.
تحتوي أزهار البَابونج على العديد من المركبات النباتية القوية مثل الفلافونويدات والسيسكوبتربينات ومضادات الأكسدة الأخرى، وبمجرد تجفيفها يمكن استخدامها في العلاجات العشبية والطبيعية.
يتوفر البَابونج بأشكال عديدة، فيمكن العثور عليه في صورة كبسولات أو أقراص، أو مستخلصات سائلة، أو زيوت، أو كريمات ومراهم للبشرة.
شاي البَابونج
يعتقد بعض الناس أن بعض أنواع الشاي لها خصائص سحرية، وبالتأكيد فإن البابونج يعتبر من أكثر هذه الأنواع الشائعة.
يحتوي شاي البَابونج على العديد من الفوائد الصحية والخصائص العلاجية، بما في ذلك تعزيز النوم وتقليل الالتهابات ومساعدة الهضم. كما يلعب هذا المشروب المهدئ الخالي من الكافيين دورًا داعمًا لصحة القلب.
يستمتع العديد من الأشخاص بشرب هذا النوع من الشاي كبديل خالٍ من الكافيين للشاي الأسود والشاي الأخضر، وذلك بفضل مذاقه الحلو المعتدل. كما أنه غني بالعديد من العناصر الغذائية المهمة، بما في ذلك فيتامينات A وB والمغنيسيوم، والمنجنيز، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد، والنحاس، والزنك. بالإضافة إلى العديد من المركبات النباتية الأخرى التي تعزز من نشاط مضادات الأكسدة، وتحمي من الالتهابات وأنواع أخرى من تلف الخلايا.
فوائد البابونج للجسم:
- يعزز من صحة الجهاز الهضمي ويهدئ المعدة المضطربة: فهو يتمتع بخصائص مضادة للتشنجات وطاردة للغازات، مما يساعد على تهدئة بطانة المعدة ومنع تكون الغازات في الأمعاء. تناول كوب من شاي البابونج قد يكون علاجًا مفيدًا لاضطراب المعدة والإنتفاخ وعسر الهضم والغازات في البطن.
- تنظيم سكر الدم: تشير الأبحاث إلى أن البابونج قد يحسن مستويات السكر في الدم والدهون ومستويات الإجهاد التأكسدي لدى الأشخاص المصابين بداء السكري، ويقلل من خطر حدوث مضاعفات مرتبطة بمرض السكري. وبينما لا يزال هناك المزيد من الأبحاث المتعمقة المطلوب القيام بها، فقد رصدت دراسة صغيرة النطاق من جامعة تبريز للعلوم الطبية في إيران على 64 مريضًا بالسكري (type 2) تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا. تناول نصف المجموعة شاي البابونج يوميًا مع كل وجبة لمدة ثمانية أسابيع، بينما شرب النصف الآخر الماء مع الوجبات. وفي نهاية فترة الشهرين كان متوسط مستويات السكر في الدم لدى مجموعة البَابونج أقل بشكل ملحوظ من أولئك الذين شربوا الماء فقط.
ومع ذلك فهو لا يعد بديلًا فعالًا لأدوية مرض السكر، لكنه قد يكون مكملًا مفيدًا للعلاجات الحالية:
- مضاد للالتهاب: بفضل المركبات الكيميائية العديدة ومضادات الأكسدة في هذه العشبة تجعله مشروبًا رائعًا مضادًا للالتهابات، مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بألم الجهاز الهضمي والتهاب المفاصل واضطرابات المناعة الذاتية والاكتئاب والعديد من المشكلات الصحية المزمنة الأخرى.
- تعزيز مناعة الجسم: بالحديث عن البوليفينول (مركب نباتي) أثبت أيضًا فوائده المضادة للبكتيريا والفيروسات والميكروبات. مما يساعد في تعزيز عمل الجهاز المناعي. كما كشفت الأبحاث عن خصائص الكيرستين المضادة للسرطان. بما في ذلك الحد من قابلية هذه الخلايا للبقاء والانتشار، وتعطيل العمليات الأيضية للخلايا السرطانية.
- تقوية العظام: هشاشة العظام هي فقدان تدريجي لكثافة العظام، مما يؤدي إلى زيادة خطورة كسر العظام وانحناء الظهر. احتواء البابونج على مضادات الأكسدة قد يساعد على منع هشاشة العظام عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي.
- فوائد البَابونج للنساء: خلصت بعض الدراسات القليلة إلى أن خصائص البابونج المضادة للالتهاب والمضادة للتشنجات ، والمهدئة قد تساعد في تخفيف تقلصات الدورة الشهرية، والتقليل من القلق والتوتر المرتبطين بها.
البابونج وتأثيره على الصحة النفسية وتحسين النوم:
يحتوي البَابونج على بعض الخصائص الفريدة التي تفيد في تحسين النوم. فهو يحتوي على الأيبجينين، وهو أحد مضادات الأكسدة التي ترتبط بمستقبلات خاصة في الدماغ والتي قد تعمل على تعزيز النعاس وتقليل الأرق، أو عدم القدرة المزمنة على النوم.
وبفضل خصائصه المهدئة وقدرته على مكافحة الأرق، يمكن أن يكون شاي البَابونج فعالًا للغاية في تقليل التوتر والقلق. كما يمكن استخدامه كمهدئ طبيعي في حمام الاسترخاء أو التدليك، فقد يساعد من تخفيف الألم.
اقرأ أيضًا:بيئة العمل الإيجابية: 5 أسرار قوية لتعزيز الإنتاجية والسعادة المهنية
استخدامات البَابونج في العلاجات الجلدية
تشير بعض الأبحاث إلى أن المنتجات الموضعية التي تحتوي على البَابونج قد تساعد في علاج بعض الحالات الجلدية الخفيفة، مثل:
- علاج حب الشباب.
- تهدئة البشرة الحساسة.
- تقليل جفاف الجلد.
كما يمكن استخدام المستحضرات التجميلية التي تحتوي على البابونج كمكون فيها، مثل اللوشن والصابون لترطيب الجلد وتقليل التهابه مما يحسن من مظهره.
وهناك بعض الأشخاص الذين اعتادوا على استخدام البَابونج على شكل مرهم أو سائل في علاج بعض الحالات الجلدية الأخرى مثل:
- الخراجات.
- الأكزيما.
- العدوى مثل القوباء المنطقية(Shingles).
- الحروق الطفيفة.
- تقرحات الفم ويستخدم كغسول للفم.
الطب البديل واستخدامات البابونج التقليدية
اعتاد الناس تاريخيًا استخدام البَابونج في الكثير من الحالات العلاجية، ويؤول ذلك إلى كونه عشبًا آمنًا. من هذه الاستخدامات التقليدية:
- نزلات البرد.
- الحمى.
- التهاب اللثة وقرحة الفم.
- التهاب الحلق.
- البواسير.
- الارتجاع.
- الاسهال.
- طارد للغازات.
- متلازمة القولون العصبي.
- مرض التهاب القولون التقرحي.
- حرقة المعدة.
- الغثيان والقيء.
- اضطراب المعدة أو قرحة المعدة.
كيفية استخدام البابونج؟
يتوفر البابونج في أشكال عديدة ومختلفة، لكن يجب الأخذ في الاعتبار الرجوع إلى الطبيب أو متخصص التغذية خاصة إذا كان الشخص يعاني من حالة مرضية معينة أو يتناول أدوية، أو أثناء الحمل أو الرضاعة أو عند إعطائه للأطفال.
- شاي البابونج: الشاي هو أكثر الطرق شيوعًا لاستخدام زهرة البابونج، فيمكن تناوله بعد الطعام للمساعدة في الهضم وتخفيف مشاكل المعدة. كما يمكن تحضيره بنقع كيس شاي البابونج في كوب من الماء الساخن مع تغطيته لمدة 5-10 دقائق. أو يمكن استخدام أزهار البابونج المجففة بوضعها في مصفاة الشاي. ويمكن إضافة العسل أو الليمون لإضفاء المزيد من النكهة.
- كبسولات البابونج: تعتبر الكبسولات طريقة مريحة لتناول البابونج، خاصة إذا كانت تستخدم قبل النوم للاسترخاء. يوجد تركيزات مختلفة لكبسولات البابونج، لكن أغلبها يتراوح بين 250 إلى 1100مليجرام لكل كبسولة. يجب إتباع إرشادات الملصق الدوائي للمنتج لمعرفة الجرعة اليومية المناسبة وتناولها مع كوب كامل من الماء.
- زيت البابونج: يُصنع زيت البابونج عن طريق طحن أزهاره وتبخيرها، مما ينتج عنه زيت أزرق اللون له رائحة ترابية ولكنها حلوة تشبه رائحة الأزهار أو التفاح. يعتقد أن وضع الزيت على البشرة قد يقلل من التورم ومنع نمو الجراثيم. يفضل تخفيفه بإستخدام زيت محايد آخر لتجنب تهيج الجلد، كما ينصح بإجراء اختبار على منطقة صغيرة من الجلد للتأكد من الحساسية.
كما يمكن استخدام زيت البابونج في العلاج بالروائح العطرية باستخدام جهاز الاستنشاق لتعزيز الاسترخاء. بالإضافة إلى استخدامه في التدليك أو الاستحمام لتخفيف آلام العضلات.
- أزهار مجففة: يوجد نوعان من الأزهار المجففة، (البابونج الألماني) وعادة يستخدم في الشاي، و(البابونج الروماني) ويستخدم غالبًا كنكهة خفيفة في المشروبات والأطعمة الأخرى. وعلى حسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فإن البابونج آمن للاستخدام في الغذاء بشكل عام. فيمكن استخدامه كمكون في الحساء والمخبوزات والمربى والحلوى وخلطات السلطة، كما يستخدم لنكهة الآيس كريم والكوكتيلات.
أضرار البابونج:
البابونج عشبة آمنة بالنسبة لمعظم الناس، لكن هناك بعض الحالات التي سُجلت كأعراض جانبية له مثل:
- الأكزيما التحسسية وتهيج العين الناتج عن كريمات الجلد التي تحتوي على البابونج.
- النعاس.
- الغثيان أو القيء عند تناول البابونج بجرعات كبيرة.
- أعراض الحساسية وخاصة إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه نباتات الأقحوان.
اقرأ أيضًا:ما هي أفضل ١٠ مواقع ومنصات للعمل عن بعد(أون لاين) لعام 2025
:References
https://www.medicalnewstoday.com/articles/320031#benefits
https://www.webmd.com/diet/supplement-guide-chamomile
https://www.healthline.com/nutrition/5-benefits-of-chamomile-tea
https://www.realsimple.com/health/mind-mood/emotional-health/chamomile-tea-benefits
إرسال التعليق